ويكييديا العربية، والعرب




بقلم ناجح ناجي حسن
نعمل من سنوات على تطوير وتنمية موسوعة ويكيبيديا العربية  بهدف الارتقاء بها والوصول  باللغة  العربية من الموسوعة إلى اوائل اللغات، حيث تضم الموسوعة بشكل عام اكثر من 280 لغة، ويتم قياس مدى تقدم كل لغة غالبا بعدد المقالات التي يتم اضافتها الى الموسوعة إضافة الى عدد التعديلات في الموسوعة بشكل عام وجودة المقالات ايضا.

تتسيد اللغة الانجليزية الموسوعة بأكثر من خمسة مليون مقالة، وتليها اللغات والتي هي غالبا  للدول المتقدمة ويمكن رئيتها بالنقر على الرابط هنا  ، ونطمح نحن المطورون للموسوعة العربية الى الوصول الى المراكز العشرة الاولى بالمستقبل ان شا الله

غالبا ما يتم تجاهل معلومات موسوعة ويكيبيديا او التقليل من اهميتها من البعض، على اساس انها غير معتمدة الى اخره من الكلام الذي مللناه، حتى اننا لا نجد اهتمام بها من الجهات الاعلامية. وقد لاحظت كثيرا ان الكثير من القنوات الفضائية تعود لموسوعة لأخذ المعلومات ثم تتجاهل ان تضيف للموسوعة أي شيء.

في الانقلاب التركي الفاشل، رأيت انه تم عرض تقرير عن أحد قادة الجيس التركي على قناة عربية مشهورة بشكل شبه حرفي عن الموسوعة العربية، دون ذكر اي مصدر. دوما وفي فقرات حدث في مثل هذا اليوم في القنوات التلقزيزنية، وعند التدقيق يكون ما اختاره المقدمون من أحداث، منسوخة مع اعادة تحريرها من الموسوعة، حيث انني للان وفي كل المقارنات لم اجد تاريخا لم يكن بالموسوعة، علما انه لو تم المقارنة بين أحداث يوم بين ويكيبيديا العربية والانجليزية سنجد الكثير بالانجليزية مقارنة بالعربية احياناً، لكن واغلب الظن أن الترجمة ليست من مبادئ اي مذيع عربي.

كلما تحدثت مع شخص عن تطوير الموسوعة أجده يقلل من شأنها علمياً بينما يعود إلى مراجع احيانا هي مقالات تم الترجمة منها والاضافة منها إلى ويكيبيديا العربية، أو يعتمد على ويكيبيديا الإنجليزية والتي يتم الترجمة مها إلى العربية غالباً. أو وللاسف ياخذ المعلومة ويستمر بالمهاجمة للموسوعة.

غالبا أجد الجهل في طرق التحرير أو أن الطلبة لا يعرفون أو لم يحاولو تعلم التحرير علىالموسوعة علما أنهم الفئات التي لديها الوقت لذلك والمطلوب منهم ذلك اصلا في دراستهم، والحمدللله في الاردن بدات الكليات في الجامعات توضيع ذلك لطلبتهم مثل طلبة كلية اللغات في الجامعة الأردنية وغيرها الكثير. لكن للأسف انه يتم اضاعة اوقات الطلبة في امور الفيس بوك والتواصل الاجتماعي واليوتيوب وغيرها بتعليقات ومشاهدات (ولست انتقد وسائل التواصل الاجتماعي بل انتقد ادمانها). فكل تعليق وكل محادثة قد تكون تعديل على الموسوعة يستفيد منه الجميع بينما المحادثات ستذهب  بين تلك الزحمة من المنشورات والصور التي لن يستفيد منها أحد


حاليا حتى تموز / يوليو 2016 وصلت الموسوعة إلى المركز الحادي والعشرون، ونأمل قريبا مع اقتراب يوم ويكيبيديا العربية ال12 أن نصل الى العشرين، ثم أن يتم وضع خطة تطويرية بالوصول الى المركز الخامس عشر مع المحافظة على الجودة للموسوعة، حيث أنه ليس الاهتمام فقط بعدد المقالات بل ايضا بجودة المقالات التي يجد ان يتوافر فيها شروط محددة اغلبها الحيادية والموضوعية وان تكوم موثقة بمصادر ومقسمة بشكل مناسب وغيرها من الشروط

يمكن لأي كيان أن يتخذ من الموسوعة كمصدر معلومات عنه مثل المؤسسات الجمعيات والمنظمات وحتى الكتابة عن الشخصيات في الدول والمناصب والمؤسسات والعلوم التي يعمل عليها احدهم أو اضافة معلومات من كتاب أحدهم كمصدر للموسوعة ومعلوماتها.

التجاهل العربي للموسوعة واضح بالمجمل لكن بحمد الله هناك من يهتمون بالموسوعة والاشراف عليها وتطويرها ولكن ما نريده أن يكون الاهتمام اكبر وأكثر تأثيرا.

المحررين في الموسوعة تشعر بأنهم مصادر معلومات لكل شيء احيانا مقارنة بغيرهم، فالعمل على الموسوعة مفيد للمحررين بزيادة معارفهم وقرائتهم للكتب والمعلومات والتدقيق بالمصادر، والاطلاع على الجديد من المعرفة التي لن يفكر بالحصول عليها يوما، وذلك بسبب الترابط التشعبي (انترويكي) والتي تقود المحرر احيانا لتصفح معلومات كثيرة بيسر وسهولة، وبسبب التعديلات التي يقومون بها لصيانة المقالات او الترجمة عن اللغات الاخرى

إن وزارات الثقافة العربية لديها تقصير بالنشر عن بلادها وسياحتها ، بالعربية والانجليزية حتى، فمن يبحث عن شيء لن يعود غالبا الى الموقع الرسمي أو غيره، بل سيسأل جوجل الذي غالباً أول نتائجه تقود إلى ويكيبيديا، فلماذا يتم عمل موقع عن مواقع سياحية ويتم صرف الكثير عليها ن علما ان ويكيبيديا العربية تعطيك امكانية تحرير كافة المعلومات والصور وحتى روابط الفيديو بكل سهولة وبشكل مجاني. 

تواصلتُ بالايميل مرة مع احد بلديات الاردن بعد ان سمعت عن نيتهم للقيام بعمل موقع الكتروني للمواقع السياحية والثقافية، طبعا لم يكن هناك أي رد، ولا أتوقع أي رد، ولا اتوقع أي موقع للمذكور أعلاه، لكن لو تواصلو معي وقتها لكان الموقع عبر ويكيبيديا شبه جاهز، ويتم اعادة تحريره، وقد ارسلت لهم وقتها أنه سوف اقوم بتدريب الموظفين على العمل على الموسوعة، لكن لا حياة لمن تنادي.

لا اعرف لماذا احمل هم موسوعة ويكيبيديا العربية لكن، نأمل أن يكون علما ننشره وصدقة جارية لنا بعد موتنا، اما بالدنيا فنأمل يوما أن يكون حرري الموسوعة العربية في كل مكان محل تقدير ممن نكتب عنهم وخاصة بلادنا العربية، فمقالالت الدول العربية التي بالموسوعة من اكبر وافضل المقالات، حيث ان بعضها مقالات مختارة، مثل مقالة الأردن

ختاما نتمنى ان تكون هذه الخاطرة مفيدة وان يصل الهدف منها إلى القارئين بضرورة التعريف بالموسوعة بين اوساط الكتاب والمحررين والطلبة والمهتمين بها


بقلم ناجح ناجي حسن

تعليقات