مجموعات عرين الأسود مجموعة مقاومون فلسطينيون ظهرت في عام 2022 في مدينة نابلس، وهم عبارة عن مسلحين من مختلف الفصائل الفلسطينية، وتتخذ من البلدة القديمة في مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية المحتلة) مقراً لها،[3] مع حفل تأبين محمد العزيزي و عبد الرحمن صبح[4]. وتعد من المجموعات الحديثة الناشئة في الضفة الغربية، والتي كانت نواتها سابقاً مجموعة نابلس. في بيان للمجموعات تم قراءته في تأبين الأربعين لمؤسسها، تم توضيح نهج المجموعات وذلك بتأكيدها على عدم ترك البندقية تحت أي ظرف وتوجيهها نحو الاحتلال ومستوطنيه ومن يساندهم من العملاء فقط، وأن هذه البندقية لن تطلق رصاصة بالهواء، كما أنهم يرفعون الغطاء ويدينون كل من يستخدم اسمهم لمطالبة التجار بالمال بحجة دعم المقاومة. [5] يربط المحللون بين مجموعات عرين الاسود وبين القوة العسكرية التي تعرف باسم كتيبة جنين، وخصوصاً، في مخيم جنين، حيث انهما العنوانان الابرز للوجود الفلسطيني المسلّح في فلسطين والضفة الغربية.
البدايات
بداية المجموعة تعود إلى حادثة إغتيال قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عملية خاصة بمدينة نابلس لثلاثة شبان بتاريخ 8 فبراير 2022. [7] حيث قامت القوات الإسرائيلية باغتيال ثلاثة من نشطاء "كتائب الأقصى" في نابلس، هم أدهم مبروكة (الشيشاني)، ومحمد الدخيل، وأشرف مبسلط، وظهور اسم "كتيبة نابلس" في وصف المجموعة التي ينتمي إليها الشبان الثلاث. بعد ذلك قامت القوات الإسرائيلية باغتيال اثنين من نشطاء كتائب الأقصى في نابلس في 24 يوليو 2022، وهما محمد العزيزي [8] وعبد الرحمن صبح، ونجاة إبراهيم النابلسي من الاغتيال وقتها، ويعتبر العزيزي من مؤسسي المجموعة الأولى. واخيرا قيام القوات الإسرائيلية باغتيال اثنين من نشطاء "كتيبة نابلس" في 9 أغسطس 2022 هما إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح.
بعد ذلك تم الإعلان رسمياً عن تشكيل مجموعات عرين الأسود في 2 سبتمبر 2022 خلال تأبين الأربعين لاغتيال محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح، وتنظيم استعراض عسكري للمجموعات، والإعلان أن العزيزي وعبد الرحمن صبح هَمَّ مؤسسي مجموعات عرين الاسود، [5]حيث ظهر مقاومو “العرين” بكامل عدتهم وعتادهم في صورة منظمة أبهرت جموع الفلسطينيين ممن حضروا المهرجان ومن تابعوا المشهد إعلاميا [5]، وبعد اعتقال احد مؤسسي المجموعة مصعب اشتيه من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية وخروج المتظاهرين في مدينة نابلس الى الشوارع احتجاجًا على اعتقاله ومن ثم تبعه اغتيال سائد الكوني احد ابرز الناشطين بها والذي استشهد على يد القوات الإسرائيلية وكان عمره (22 عام) وتمت عملية إغتياله في منطقة التعاون بجبل جرزيم أحد أهم جبال نابلس (جرزيم وعيبال) في تاريخ 24 سبتمبر 2022 بدأت المجموعات ينتشر اسمها بشكل واسع. [5]
أعضاء المجموعات
تتكون المجموعات من شباب في مُقتبل العمر، يرتدون زيّاً موحداً باللون الأسود، وتغطي فوهات بنادقهم قطع من القماش الأحمر، لتؤكد أن لا رصاصة ستطلق هدراً، كما أنهم بعيدون عن أي تصرفات فردية، ولا يظهرون للإعلام إلا منضبطين وموحدي الشكل والهيئة الخارجية. [3] وتتكوّن من شباب كتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح) ومن أبناء الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، الا أن المجموعة ضمّت أيضاً شباباً من مختلف الفصائل مثل مصعب اشتيه الذي يُنسب لحركة حماس ومحمد طبنجة الذي يُنسب للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. لكن جميعهم يعمل تحت اسم "عرين الأسود" دون تفرقة فصائلية.[9]
الغالبية العظمى من أعضاء عرين الأسود ينتمون إلى كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة «فتح»، ولكنها في منشوراتها واجتماعاتها تذكر بالقادة التاريخيين الشهداء من كل الفصائل، بدءاً بالرئيس المؤسس ياسر عرفات، والشيخ أحمد ياسين وأبو علي مصطفى، وفتحي الشقاقي، وغيرهم من قادة النضال الفلسطيني. ويؤكدون أنهم يرفضون الانقسام ويجسدون الوحدة على الأرض.[10]
أسلوب المقاومة
تتبع المجموعات اسلوبا المقاومة الذي يقوم على المبادرة والمباغتة، بحيث لا ينتظرون جيش الاحتلال ليقتحم البلدة القديمة ويحاصرهم، بل هم الذين يلاحقونه على مدار الساعة، وفي كل مكان يتواجد فيه، على الحواجز العسكرية وبقية تجمعاته. [3] وهم لا يتخفون ويختفون بقدر ما أنّهم يتحصّنون في أماكن يتحدون الاحتلال أن يدخلها، ويكونون هم على أهبة الاستعداد للمواجهة والدفاع عن أنفسهم، أو عن أي منطقة يدخلها القوات الاسرائيلية.[6]
القادة
- محمد العزيزي
- عبد الرحمن صبح
- مصعب اشتيه
- تامر الكيلاني
- وديع الحوح
- إبراهيم النابلسي
- محمد الدخيل
- أدهم مبروكة
- أشرف مبسلط
- سائد الكوني
- مشعل بغدادي
- محمود البنا
- إسلام صبوح
- سلمان عمران
الأهداف
تهدف المجموعات الى تحقيق عدد من الاهداف منها:[3]
- العمل والمقاومة على قلب رجل واحد، دون الالتفات إلى لون أو فصيل، وهي تتسع لتضم الجميع تحت راية (لا إله إلا الله).
- إعادة إحياء روح المقاومة في نفوس الشعب الفلسطيني، وتغيير المعادلة من التخفي من الاحتلال إلى ملاحقته ومطاردته، ومطاردة المستوطنين في كل مكان يتواجدون فيه.
الرد من القوات الاسرائيلية
بتاريخ 13 أكتوبر 2022 كانت هذه المجموعة موضوعاً مركزياً في المداولات التي جرت، في مكتب رئيس الوزراء يائير لبيد، و في مكتب غانتس، وشارك فيها كل من رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك رونين بار، والمفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي، ومسؤولون أمنيون آخرون.[10] حيث كشف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أنه جيشه أرسل نصف قوته في الضفة الغربية. ووضع هدفاً «استراتيجياً» لهذه القوات بتصفية مجموعة عرين الأسود. [10]
ضاعفت القوات الاسرائيلية من التحريض على عرين الاسود، حتى أنه وصف الخطر القادم من نابلس بأكثر من ذلك الذي مصدره مدينة ومخيم جنين، وطالب السلطة الفلسطينية بأن تقوم بضبط الحالة الأمنية، مع التهديد بإعادة اجتياح المدينة. قام جهاز الأمن الوقائي بتاريخ 19 سبتمبر 2022 باعتقال الأسير المحرر مصعب اشتية من مدينة نابلس وهو أحد أعضاء المجموعة، وينتمي لحركة حماس، مع رفيقه في الجبهة الشعبية عميد طبيلة، وهو ما خلق حالة من الغضب الشعبي، إلى جانب غضب المجموعة التي دعت إلى مسيرة احتجاج ضد اعتقال اشتية استمرت لأكثر من يومين متواصلين ضد الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى حين أن توصلت المجموعة مع السلطة الفلسطينية لاتفاق يضمن عدم مطاردة المقاومين في المدينة.[7]
بحسب صحيفة معاريف العبرية فإن الجيش الإسرائيلي ومخابراته عاجزون عن فهم هذه المجموعة من المسلّحين في منطقة نابلس، وصياغة خطوات فعّالة لمواجهتها. لأن منظومة المجموعة صعبة للغاية بالنسبة للمنظومة العسكرية والاستخبارية، لأنها على عكس المنظمات القائمة والمعترف بها، فهي تُشكل مفهوما جديدا وغريبا من ناحية اتّساع نطاقها. ولأن المجموعة لا تعمل تحت راية معيّنة، وهي تسعى إلى قيادة خط وطني جديد ضد إسرائيل. [7]. وبدأت جهاز الأمن العام الإسرائيلي وجيش الاحتلال بتكثيف جهودهما الحثيثة لإحباط العمليات التي تنفّذها مجموعات "عرين الأسود" في نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلّة،[11]
بتاريخ 23 اكتوبر 2022 تم اغتيال تامر الكيلاني أحد مؤسسي جماعة عرين الأسود بانفجار عبوة ناسفة على دراجة نارية في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.[12][13] وفي 25 أكتوبر 2022 - اقتحم جنود الاحتلال شقة في نابلس تستخدمها المجموعة كمقر. واستشهد ثلاثة من مقاتلي المجموعات، من بينهم أحد مؤسسي المجموعة وديع الحوح [14]. وقتل فلسطينيان آخران في المناطق المجاورة. واندلعت الاحتجاجات في بلدة النبي صالح بعد ساعات من المداهمة التي أسفرت عن مقتل فلسطيني برصاص جنود الاحتلال.[15] [16] في 26 أكتوبر، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال ثلاثة فلسطينيين واتهامهم بالانتماء إلى مجموعة عرين الأسود.
الإعلام
انتشر بشكل واسع في الأيام الأخيرة بين الشباب والمواطنين في الضفة الغربية كليب إنشادي لعرين الأسود. ويحمل الكلب اسم "عرين الأسود أقمار نابلس.. عبود صبح إبراهيم النابلسي"، ومن أداء فرقة أجناد للفن الإسلامي.
وتتضمن الأنشودة كلمات كررها الشهيد إبراهيم النابلسي:" احنا رجال الضيف احنا رجاله.. وبواردينا ترخص كرماله"، "شوف شوف نعلنها على المكشوف.. للضيف لبينا". ويمجد العمل الإنشادي بطولة المقاومين في أحياء وحارات نابلس كالياسمينة وراس العين. وحظي العمل الفني باهتمام كبير وبات يردد في شوارع الضفة الغربية وداخل سيارات المواطنين ومناسباتهم.
تعليقات
إرسال تعليق