احداث الرواية
يعيش وينستون سميث في مقاطعة إيرستريب 1، على أنقاض إنجلترا التي قوضت الحرب والنزاع المسلح والثورة أركانها، وهو عضو في الحزب الخارجي، ويقطن في شقة من غرفة واحدة دون أي طعام سوى خبز القمح والوجبات الصناعية والنبيذ.
تنتشر شاشات العرض في كل مبنى، إلى جانب ميكروفونات وكاميرات خفية، والتي تمكن شرطة الفكر من تحديد أي مصدر خطر على النظام، في حين يتعلم الأطفال
الإبلاغ عمن يشتبهون في كونه مجرم فكر، ولا سيما آبائهم! يعمل وينستون في وزارة
الحقيقة كمحرر مسؤول عن
مراجعة التاريخ؛ فهو يعيد كتابة الوثائق ويغير الصور بحيث تتفق مع ما يعلن الحزب أنه
الحقيقة، ويمحو الأفراد المغضوب عليهم أو «اللا أشخاص»، كما يعدم الوثائق الأصلية
في «ثقوب ذاكرة» مخصصة لذلك.
يدهش وينستون لمعرفة الماضي الحقيقي ويحاول معرفة المزيد
عنه، وفي غفلة من شاشة العرض بشقته، يشرع في كتابة مذكراته وانتقاد الحزب وزعيمه
المعبود الأخ الكبير، وهي جريمة عقوبتها الوحيدة،
إذا اكتشفتها شرطة الفكر، هي الإعدام. وفي الوزارة، تعمل جوليا،
شابة مختصة بصيانة آلات كتابة الروايات التي يمقتها وينستون. ثم تدس جوليا في يد
وينستون ورقة تعترف فيها بحبها له، ويكتشف أنها تبغض الحزب مثله تمامًا، فيهيمان
ببعضهما حبًا ويلتقيان في الريف ثم في غرفة مؤجرة فوق متجر للتحف في إحدى أحياء لندن الفقيرة، وفي تلك الغرفة يشعران بالأمان لعدم وجود شاشة عرض.
يقترب وينستون من أوبراين، عضو الحزب الداخلي، الذي يشعر
أنه عميل للأخوية، وهي منظمة سرية تعتزم القضاء على الحزب. وبعد مناقشة بينهما،
يعطيه أوبراين كتاب «الجماعية النخبوية بين النظرية والتطبيق» من تأليف إيمانويل
غولدشتاين، قائد الأخوية المكروه شعبيًا. يشرح الكتاب مفهوم الحرب الدائمة،
والمعنى الحقيقي لشعارات الحزب: الحرب هي السلام، والحرية هي العبودية، والجهل هو
القوة ويشرح أيضا كيف يمكن الإطاحة بالحزب برفع الوعي السياسي للدهماء. تعتقل شرطة الفكر
كل من وينستون وجوليا وتحتجزهما في وزارة الحب للتحقيق. ويتضح أن مالك المتجر الذي
أجر الغرفة لهما هو أحد عناصر شرطة الفكر، بل وإن أوبراين نفسه من عناصرها، ولكنه
يدعي المعارضة للإيقاع بمجرمي الفكر المحتملين.
يتعرض وينستون لتعذيب أليم كي «يشفى من جنونه» (أي كراهيته للحزب). يتبجح أوبراين بأن ما يدفع أعضاء الحزب الداخلي هي السلطة التامة
والمطلقة، هازئًا من تبرير وينستون أنهم يسعون للسلطة «للمنفعة العامة». ومن ثم يعترف وينستون بجرائم ارتكبها ولم يرتكبها، ويدين الجميع، بما فيهم جوليا، ولكن
أوبراين لا يقتنع بتلك الاعترافات ويرسله إلى الغرفة
101، آخر مراحل إعادة تأهيله والغرفة الأكثر إثارة
للذعر في وزارة الحب بأسرها؛ إذ تحتوي على أسوأ مخاوف السجين. يوضع وجه وينستون
في قفص حديدي ملئ بالفئران الجائعة، وحينها يخون حبه لجوليا، ويصيح بهم أن يعذبوها بدلا
منه. وفيما بعد يتقابل وينستون وجوليا في
إحدى الحدائق بعد أن أعيد دمجهما في المجتمع، حيث تكشف أنها تعرضت أيضًا للتعذيب، ويقران لبعضهما أن كلا منهما قد خان الآخر.
أدمن وينستون الخمر ليهرب من ذكرياته
التي صار يؤمن أنها محض أوهام، بينما تعلن نشرات الأخبار عن «انتصار ساحق» أمام جيش أوراسيا على الأراضي
الأفريقية. ثم تبدأ احتفالات صاخبة، يتخيل وينستون أنه يشارك فيها، ناظرًا بكل
إعجاب للوحة للأخ الكبير، ويسدل الستار على أحداث الرواية عندما يشعر أنه قد أنهى
«منفاه الاختياري العنيد» عائدًا إلى حب الأخ الكبير.
جورج اوريل
جورج أورويل (١٩٠٣–١٩٥٠): «إريك آرثر بلير» الشهير بالاسم المستعار
«جورج أورويل»، هو كاتبٌ وصحفي وناقد إنجليزي شهير، يتميَّز عمله بالذكاء وخِفَّة
الظل، والوعي العميق بالظلم الاجتماعي، والإيمان بالاشتراكية الديمقراطية. اشتُهر
بروايته الديستوبية «١٩٨٤»، وروايته القصيرة الساخرة «مزرعة الحيوانات».
وقد تجاوزَت نسبةُ مبيعات الروايتَين معًا نسبةَ مبيعات أيِّ كتابَين لأي مؤلِّف آخَر في القرن العشرين. نالت أعمالُه غيرُ الأدبية — ومنها «الطريق إلى رصيف ويجان» — والعديد من المقالات التي كتبها في السياسة والأدب واللغة والثقافة؛ شهرةً واسعة. وقد استمر تأثير «أورويل» في الثقافة المعاصرة، الشعبية والسياسية، حتى بعد عقودٍ من وفاته.
اقتباسات
- إلا أن الغرفة أيقظت فيه نوعاً من الحنين إلى الماضي، وفكّر في روعة الجلوس في غرفة كهذه، على كرسي ذي ذراعين، وإلى جواره مدفأة يمدّ قدميه على حاجزها، والقهوة على الموقد، شاعراً بعزلة تامّة وأمانٍ تام، دون أن تراقبه عين أو يطارده صوت، ولا يشقّ حجاب هذا السكون إلا صوت غليان الماء ودقّات الساعة الشجيّة
- وصف الغرفة الصغيرة في أعلى محل الحانوت، تخيّلت شكل الغرفة، هادئة وبسيطة وسجّادة حمراء صغيرة وأشعّة الشمس مُستقرّة على بعض قطع الأثاث، والأهم جو عزلة تامّة عن كل شيء
- كانت أمتع الساعات في حياة ونستون هي تلك التي يمضيها في العمل، صحيح أن معظم العمل كان مملاً ورتيباً، ولكن كانت هناك مهام صعبة ومُعقدة إلى حد قد ينسى المرء نفسه في غمرتها
- لكنّ الماضي الذي هو في طبيعته قابل لإعادة النظر.. لم يحدث أبداً أن تغيّر، فما هو صحيح اليوم كان صحيحاً منذ الأزل وسيبقى كذلك إلى الأبد
المصادر: ويكيبيديا، مدونات الجزيرة، هنداوي، الجزيرة، جود ريد
تعليقات
إرسال تعليق