المعطف - نيقولاي غوغول

 

تشكل قصة المعطف إحدى اللبنات الأساسية للأدب الروسي، كما أنها تضع القارئ أمام كاتب روسي من القرن التاسع عشر، كما أنها تُصور لنا الظروف التي يعيش عليها المجتمع الروسي آنذاك، ثم إنها فرصة لاستطلاع الطريقة التي تتم به صياغة الأدب الروسي في مراحله المبكرة، لقد صار معطف غوغول يُضرب به المثل، وداع معه صيت غوغول عبر أرجاء العالم، هذا الكاتب الروسي الذي ولد سنة 1809 وتوفي سنة 1852، ترك إرثا أدبيا يستحق المطالعة، رغم أن بداياته لم تسر على الشكل الذي كان يشتهي سواء على المستوى المادي أو الأدبي، لكن سرعان ما تغيرت الأمور، فصار مطلوبا لدى القراء منذ ذلك الحين وإلى الآن، وإذا كانت نهايته حانت قبل أوانها، فرغم ذلك، استطاع أن يكون واحدا ممن أخرجوا الأدب الروسي إلى الوجود.

قصة قصيرة من تأليف الروائي الروسي الكبير نيقولاي غوغول. نشرت في عام 1842. تحكي قصة معطف رجل يدعى "أكاكي أكاكيفتش". وهي قصة إنسانية قال عنها الروائي الشهير تورغينيف: «كلنا خرجنا من معطف غوغول» ✍️

إنسان ساذج فقير معدم لا يملك من حطام الدنيا شيئا بل لم يكن يطمح لأمتلاك اي شيء كان ينظرللأشياء وكأنها غير موجودة أنها ليست له .
كان يعيش في غرفة مستأجرة صغيرة ومعتمة كان يعيش بمفرده وياكل بمفرده وكان طعامه هزيلا . وكان يملك بدلة واحدة وأصبحت قديمة ومهلهلة ومع ذلك لم يكن يتذمرأبدا ولم يكن يشتكي لاحد ولم يطلب أي شيء من الاخرين . فكل الأيام عنده تشبه بعضها
هذا الرجل كان لديه حلم " وهو شراء معطف جديد " لأن معطفه القديم قد خرج من الخدمة ولم يعد صالحا وليس هناك إمكانية لإصلاحه أو ترقيعه فكان " يحلم بشراء معطف جديد "
وفعلا ذهب إلي الخياط لعمل معطف جديد . لكن من أين يأتي بالمال ؟
الراتب بالكاد يكفي الأكل والشرب .
فكر الرجل . ولم يجد غير التقشف لمدة سنة كاملة حتي يدخر ثمن المعطف . تخليوا أنه توقف عن شرب الشاي قبل النوم " مع أنها المتعة الوحيدة التي لديه "
لم يعد يشعل " قنديل المصباح ليلا ليوفر ثمن الزيت " . بل وصل الأمر لإلغاء وجبة العشاء
فعند ذهابه للعمل كان يمشي علي رؤوس أصابع قدميه ليحافظ علي حذائه لأطول فترة ممكنة كي لا يضطر لشراء حذاء جديد وذلك لأجل توفير ثمن المعطف .
فخلال هذه السنة تحول المعطف إلي هدف وغاية كان يفكر به طوال الوقت . ويشاهده في أحلامه . وكل اسبوع كان يذهب الي الخياط ليطمئن علي المعطف
مرت السنة وانتهي " التقشف " وأتي يوم التسليم . وعندما أرتدي المعطف كاد أن يصاب بنوبة قلبية من شدة الفرح وعندما خرج إلي الشارع كان يطير فرحا وخاصة عندما شعر بثقل المعطف علي كتفيه . ففي هذه المرة كان يضحك من أعماقه
ذهب إلي العمل في اليوم التالي بدا زملاء العمل ينظروا نظرة دهشة بأنه يرتدي " معطف جديد" . وأول مرة يدعوه أحد الزملاء إلي عيد ميلاد . وذهب الي الحفلة وشعر بإنه لا يزال علي قيد الحياة وبأن لوجوده قيمة لكن للأسف .... لم تدم الفرحة طويلا إلا ليوم واحد
ففي طريق عودته " هاجمه بعض اللصوص " واشبعوه ضربا . وسرقوا المعطف وبالرغم من صراخه البائس واليأس لم يساعده أحد من المارة وظل مرميا علي الأرض وظل يرتجف من شدة البرد ومن شدة القهر والضعف والحزن
الي أن استجمع قواه وقصد إحد دوائر التحقيق لتساعده في كشف المجرمين أو في محاولة لإعادة المعطف له . ونظر المحقق إلي الرجل نظرة عدم اهتمام وقال له إنه لن يضيع وقته في مسالة تافهة " كسرقة معطف "
فعاد صاحب المعطف الي الشارع مرة أخري " فيهاجم مرة أخري " لكن هذه المرة من البرد القارس . فحطم البرد عظامة من الداخل ليعود الي غرفته " قهرا - وبردا " بعد يومين وكان يهذي بكلمة " المعطف " وكان يراه في كل مكان . ومات صاحب المعطف
ومع كل شتاء كانت روح صاحب المعطف البائسة تمشي في شوارع مدينة
" سان بطرسبرغ الروسية " لتنتقم من كل إنسان يمتلك معطف.

تعليقات