ابن خلدون قدم فلسفة للتاريخ تعتبر من دون شك من أعظم ما أنتجت عبقرية لم يكن لها مثيل في أي مكان أو زمان
ولد المفكر عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر محمد بن الحسن بتونس يوم 27مايو/أيار 1332م (وفق المؤرخين) لأسرة عربية من أصول يمنية، هاجرت من إشبيلية مع بداية سقوط الأندلس إلى تونس. درس القرآن الكريم وتفسيره والحديث والفقه واللغة وعلوما أخرى على يد عدد من علماء تونس، وتميز بعبقريته وسعة الاطلاع وشغفه بالمعرفة.
كانت "مقدمته" من أكثر الأعمال التي أنجزها شهرة، وقد أنجزها عندما كان عمره ثلاثة وأربعين عاما، ودامت كتابتها أربع سنوات، ومن مؤلفاته الأخرى أيضا "رحلة ابن خلدون في المغرب والمشرق".
من روائع ابن خلدون، رائد علم الاجتماع العربي، ما كتبه في مقدمته الشهيرة في القرن 14 الميلادي:
وعندما تنهار الدول:
- يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدعون.
- تتزايد أعداد الكتاب والقوالين والمغنين النشاز والشعراء النظامون.
- يظهر المتصعلكون وضاربو المندل وقارعو الطبول والمتفيهقون (أدعياء المعرفة).
- يتكاثر قارئو الكف والطالع والمتسيّسون والمداحون والهجاؤون والانتهازيون.
- تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط.
- يضيع التقدير ويسوء التدبير.
- تختلط المعاني والكلام، ويمتزج الصدق بالكذب.
عندما تنهار الدول:
- يسود الرعب، ويلوذ الناس بالطوائف.
- تظهر العجائب وتعم الإشاعة.
- يتحول الصديق إلى عدو والعدو إلى صديق.
- يعلو صوت الباطل ويخفق صوت الحق.
- تظهر على السطح وجوه مريبة وتختفي وجوه مؤنسة.
- تشح الأحلام ويموت الأمل.
- تزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه.
- يصبح الانتماء إلى القبيلة أشد التصاقاً، وإلى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان.
- يضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء والمزايدات على الانتماء.
- يتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة.
- تسري الشائعات عن هروب كبير.
- تحاك الدسائس والمؤامرات.
- تكثر النصائح من القاصي والداني، وتطرح المبادرات من القريب والبعيد.
- يتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته.
- يصبح الكل في حالة تأهب وانتظار.
- يتحول الوضع إلى مشروعات مهاجرين، والوطن إلى محطة سفر.
- تتحول المراتع التي نعيش فيها إلى حقائب، والبيوت إلى ذكريات، والذكريات إلى حكايات.
تعليقات
إرسال تعليق