مذكرات نائب فا*د (1)

 


بقلم ناجح ناجي حسن - من وحي الخيال


في مذكراتي كنائب سابق، لا أستطيع أن أنسى تلك الانتخابات التي غيرت حياتي إلى الأبد. كنت أعلم منذ البداية أن السياسة لعبة مصالح، ولكن ما رأيته وتعرضت له فاق كل توقعاتي. كان حولي العديد من الأشخاص الذين يظهرون لي الولاء والتأييد، ولكنهم في الحقيقة كانوا متملقين ومنافقين من الدرجة الأولى.

كانوا يأتون إلى بيتي خلال الحملات الانتخابية، يتناولون الطعام والحلويات، ويغمرونني بالثناء والمديح. يكررون على مسامعي كم أنا شخص مميز، وكيف أنهم يقفون بجانبي لدعمي في الانتخابات. ولكنني كنت أعلم جيدًا أنهم لا يهتمون بي شخصيًا، بل كانوا يسعون فقط للحصول على منفعة شخصية أو ثمن لأصواتهم. كانوا يحضرون وكأنهم أصدقاء أوفياء، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا. كانوا يسعون لتأمين مصالحهم الشخصية، وكأنهم يتاجرون بأصواتهم مثل السلع في السوق.

أحتقر هؤلاء المنافقين الذين يدعون المحبة والولاء، وهم في الحقيقة لا يبالون إلا بما يمكنهم الحصول عليه من نفعي أو من السلطة التي كنت أملكها. الكذب والخداع كانا أسلوبهم اليومي، وكنت أرى ذلك في أعينهم، لكنني مضيت في هذا الطريق، لأنه كان جزءًا من اللعبة السياسية.

أحيانًا كنت أتساءل عن نفسي، هل كنت مثلهم؟ ربما كنت كذلك في بعض الأحيان. السياسة تجبرنا على اتخاذ قرارات ليست دائمًا أخلاقية. لكن الفرق هو أنني كنت على الأقل صريحًا مع نفسي. هؤلاء المتملقون كانوا يعتقدون أنهم يخدعونني، لكنني كنت أعلم حقيقتهم، واحتقاري لهم كان يتزايد يومًا بعد يوم.

تعليقات