بقلم ناجح ناجي حسن - من وحي الخيال
في هذه المذكرات، أروي بلا تزييف أو تجميل الحقائق عن رحلتي في عالم السياسة، وكيف أنني كنت جزءًا من منظومة الفساد التي تحكم اللعبة الانتخابية. لم أكن شخصًا نزيهًا أو مثاليًا كما حاولت أن أظهر للناس. بل على العكس، كنت مستعدًا لفعل أي شيء من أجل الحصول على الأصوات والفوز بالمقعد النيابي. الكذب، الابتزاز، وشراء الأصوات كانت أدواتي الأساسية، ولم أشعر بأي خجل أو تأنيب ضمير خلال تلك الفترة.
كنت أبدأ حملتي الانتخابية بوعود زائفة، أعلم جيدًا أنني لن أحققها. كنت أقول للناس ما يريدون سماعه، وأستخدم كلمات منمقة وأحلام وردية لجذب أصواتهم. لكن خلف الكواليس، كان الأمر مختلفًا تمامًا. كنت ألتقي بأشخاص في الخفاء، أقدّم لهم المال مقابل أصواتهم. كنت أعلم أن هذا الأسلوب غير أخلاقي، لكنه كان أسرع طريقة لضمان الفوز. في النهاية، الأصوات هي ما يهم، وليس الطريقة.
أما الابتزاز، فكان جزءًا آخر من خطتي. كنت أستخدم نفوذي لتهديد بعض الشخصيات المؤثرة في المجتمع، مطالبًا إياهم بتوجيه أصواتهم لي أو مواجهة العواقب. كنت أتحكم بالمعلومات وأوظفها لمصلحتي الشخصية، ولم يكن لدي أدنى مشكلة في تدمير سمعة شخص ما إذا كان ذلك سيخدمني سياسيًا.
لقد كانت اللعبة قذرة، لكنني كنت لاعبًا بارعًا فيها. السياسة لم تكن مكانًا للأخلاق أو القيم، بل كانت ميدانًا للصراع على السلطة والنفوذ. كل صوت كان يعني لي المزيد من القوة، ولم أهتم بما يعتقده الناس عني. في النهاية، كنت أبحث فقط عن الفوز، وبأي ثمن. واليوم، وأنا أكتب هذه المذكرات، أعترف بأنني لم أكن سوى قطعة أخرى في نظام فساد كبير، نظام بني على الكذب والخداع، وكنت جزءًا من هذا النظام بكل فخر.
تعليقات
إرسال تعليق