بقلم ناجح ناجي حسن - من وحي الخيال
في مذكراتي كنائب سابق، أكتب بوضوح عن حقيقة تصرفاتي بعد وصولي إلى البرلمان، وكيف أنني كنت أغلقت هاتفي وتوقفت عن التواصل مع الناخبين الذين أوصلوني إلى هذا المنصب. لقد كانت تلك الأصوات مجرد وسيلة لتحقيق غايتي، وبعد أن حققت ما كنت أريده، لم يعد لي حاجة إلى سماع مطالبهم أو الرد على استفساراتهم.
في فترة الانتخابات، كنت أحرص على أن أكون متاحًا للجميع. كنت أجيب على كل مكالمة، وأعدهم بحل جميع مشاكلهم. كنت أستمع بشغف إلى مشاكلهم، وأظهر لهم أنني الشخص المناسب لتمثيلهم في البرلمان. لكن، في الحقيقة، كنت أعلم أن كل ذلك لم يكن سوى جزء من اللعبة الانتخابية. وبعد الفوز، لم أعد بحاجة إلى تلك المسرحية.
بعد وصولي إلى البرلمان، كان أول ما قمت به هو إغلاق هاتفي أو تغيير رقمه. لم أرد أن أضيع وقتي في الاستماع إلى شكاوى الناس أو مطالبهم المتكررة. كنت أعرف جيدًا أنني لن أتمكن من تلبية تلك الوعود التي قدمتها خلال حملتي الانتخابية، ولم يكن لدي أي رغبة في محاولة فعل ذلك. البرلمان كان بالنسبة لي فرصة لتحقيق مصالح شخصية، وليس لخدمة الناس كما كنت أزعم.
الناخبون كانوا يتوقعون مني أن أكون في خدمتهم، لكنني كنت أرى أنني قدمت لهم كل ما أحتاجه أثناء الانتخابات، وما أن فزت بالمقعد، انتهت مهمتي تجاههم. كانوا يتصلون بي دون جدوى، ويرسلون رسائل لم أكن أهتم حتى بقراءتها. في النهاية، كنت أعتبر أن علاقتي بالناخبين قد انتهت فور وصولي إلى البرلمان، ولم يكن لدي أي التزام تجاههم بعد ذلك.
هكذا كانت الأمور بالنسبة لي، مجرد لعبة سياسية، فيها الوعود تُصنع لتحقيق مكاسب مؤقتة، والناخبون يُنسَون بمجرد تحقيق الهدف. ربما يرونني اليوم بخيبة أمل، لكن بالنسبة لي، كان كل شيء يسير حسب الخطة.
تعليقات
إرسال تعليق