يقال أن السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909) كان شخصية متعددة المواهب، ومن بين أبرز هواياته إتقانه لفن النجارة. اشتهر السلطان بحبه الشديد لهذه الحرفة، وكان يقضي أوقاتًا طويلة في ورشته الخاصة داخل قصر "يلدز" بإسطنبول. في هذه الورشة، كان يعمل بيده على صناعة قطع من الأثاث والخشب، حيث طور مهاراته إلى درجة عالية، ما جعل الكثيرين يشيدون بجودة أعماله الخشبية.
النجارة لم تكن مجرد هواية للسلطان عبد الحميد، بل كانت وسيلة للهروب من ضغوط الحياة السياسية والمشاكل التي كانت تحيط به خلال فترة حكمه التي شهدت اضطرابات داخلية وخارجية. كان السلطان ينظر إلى النجارة كفعل تأملي، حيث يتيح له العمل اليدوي فرصة للتفكر في شؤون الدولة بطريقة هادئة وبعيدة عن الأجواء المتوترة. يُذكر أن بعض القطع التي قام بصناعتها بيديه لا تزال محفوظة وتُعرض في المتاحف، ومنها متحف "قصر يلدز" في إسطنبول.
أعمال النجارة التي أبدعها السلطان عبد الحميد كانت تتنوع بين الأثاث الفخم والتحف الفنية، وقد تجسد فيها حسه الفني وذوقه الرفيع. هذه المهارة كانت تُعد دليلاً على تفرد شخصيته، حيث جمع بين كونه رجل دولة وسياسي محنك وبين شغفه بالفن والحرف اليدوية. كما تعكس هوايته في النجارة رغبة السلطان في الانغماس في الأنشطة الهادئة التي تتطلب تركيزًا عميقًا، بعيدًا عن هموم السياسة والحكم.
المصادر
- Daily Sabah: Sultan Abdulhamid II, master of woodwork and last ruler of a fading empire
- Hurriyet Daily News: Sultan Abdulhamid the Second: An intriguing ruler
تعليقات
إرسال تعليق