كثيرًا ما نسمع العبارة المتكررة: "العمل لا يتوقف على أحد"، وهي عبارة يُراد منها الإيحاء بأن غياب أي شخص لن يؤثر على سير العمل. لكن الحقيقة التي قد لا يُصرَّح بها غالبًا هي أن العمل قد يستمر، ولكنه يتعطل أو يتأثر بشكل واضح، خاصة إذا كان الغائب شخصًا مخلصًا ومميزًا في عمله.
نعم، هناك الكثير من الأشخاص "الشاطرين"، ولكن الشاطرين المخلصين الذين يتركون بصمة فريدة في عملهم ليسوا كُثُرًا. والفرق بين العمل الذي يتم بوجود شخص متميز والعمل الذي يتم بعد غيابه يظهر في الجودة، والسرعة، والقوة. فالعمل سيُنجَز في نهاية المطاف، لكنه لن يحمل نفس الروح ولا نفس المستوى من الإتقان، مما يجعل الجميع يشعرون بغياب ذلك الشخص.
إذا كنت شخصًا مبدعًا في عملك، عليك أن تكون دائمًا على يقين بأنك تصنع فارقًا في كل ما تقوم به. اترك بصمة واضحة، واجعل تميزك في عملك دافعًا ليقول الناس يومًا ما: "رحم الله فلانًا، أو نتمنى لو كان موجودًا الآن، كان ليُصلح الكثير من الأمور."
العبارة الشهيرة "العمل يستمر في وجودك أو غيابك" ليست تقليلًا من شأن تأثيرك، بل هي مجرد محاولة للتقليل من أهمية دورك، وقد تكون دعوةً خفية للتخلي عن الإيمان بقدرتك على التأثير. لكن المهم أن تظل واثقًا من نفسك، وألا تُصدِّق هذه العبارة إن كانت تحاول إحباطك.
صدقني، الناس يدركون دائمًا مدى تأثيرك وقيمتك في العمل، حتى لو لم يُفصحوا عن ذلك. ولكن الأهم من كل ذلك هو أن تكون أنت مدركًا لهذه القيمة ومؤمنًا بأهمية وجودك. فالاعتراف الذاتي بأهمية ما تقدمه هو ما يمنحك القوة لتواصل النجاح والتميّز.
تعليقات
إرسال تعليق