هل يسيطر ترامب على الفاتيكان


أثار انتخاب الأمريكي روبرت بريفوست بابا للفاتيكان، خلفًا للبابا فرنسيس، عاصفة من الجدل والتكهنات، ليس فقط لأنه أول أمريكي يتولى هذا المنصب التاريخي، بل أيضًا بسبب صورة انتشرت قبل أيام فقط، تُظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتديًا الزي البابوي، في لقطة معدّلة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

الصورة، التي نشرها ترامب عبر منصته الخاصة “Truth Social”، أعيد تداولها بشكل واسع بعد الإعلان عن انتخاب بريفوست، واعتبرها بعض المتابعين “تلميحًا” أو حتى “نبوءة سياسية دينية”، ما فتح الباب أمام سيل من نظريات المؤامرة بشأن توقيت الصورة، والرسائل المحتملة وراءها.

بابا من شيكاغو.. سابقة أمريكية

روبرت بريفوست، القادم من ولاية إلينوي، أصبح رسميًا أول أمريكي يعتلي كرسي البابوية بعد تصويت الكرادلة في اليوم الثاني من المجمع المغلق، وقد اختار اسم ليو الرابع عشر ليحمل لقب البابا الجديد.

وأُعلن انتخابه رسميًا بعد تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستينا، في مشهد رمزي طالما انتظره ملايين الكاثوليك حول العالم، لا سيما في الولايات المتحدة التي ظلت لعقود بعيدة عن هذا الموقع الروحي الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية.

 رسائل مشفرة أم مصادفة عابرة؟

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات وتساؤلات عن ما إذا كانت صورة ترامب تشير فعلًا إلى “معرفة مسبقة” أو مجرد ترويج لصورة الرجل كزعيم بديل ليس فقط سياسيًا، بل دينيًا أيضًا.

وبينما يرفض كثيرون هذا الربط ويعتبرونه من قبيل المصادفة المثيرة، يرى آخرون في تزامن الأحداث دلالة على محاولة ترامب، أو من حوله، إرسال رسالة أيديولوجية أعمق، خاصةً في ظل علاقته القوية بالتيارات الإنجيلية والكاثوليكية اليمينية داخل أميركا.

تسلّط هذه الحادثة الضوء على تصاعد دور الصور المزيفة والمحتوى المُولد بالذكاء الاصطناعي في تشكيل الرأي العام، ليس فقط في الانتخابات والسياسات، بل حتى في الأحداث الدينية الكبرى، في عالم باتت فيه الحدود بين الحقيقة والرمزية والسياسة تزداد تداخلًا.

تعليقات