عقد الماس وحياتنا التي نفسدها



نقل بتصرف عن د. أحمد مروان
نعود للحديث عن الاعمال الفنية المقتبسة عن روائع الأدب العالمي، وحديثنا اليوم عن سهرة مميزة اوي، بعنوان "عقد الماس"، وهي مقتبسة عن قصة قصيرة رائعة كتبها الفرنسي جي دي موباسان، وعنوانها "العقد" أو "القلادة" .. وبالفرنسية La Parure.

السيناريو والحوار والإخراج لسامي محمد علي، ومن بطولة ليلى علوي ونجوم آخرين.

طبعًا قصة العقد شهيرة جدًا، وتُعد من أروع ما كتب جي دي موباسان، وأنا قرأتها من زمان بعيد اوي.

القصة ببساطة بتدور أحداثها حول موظف بسيط وزوجته، الموظف راضي وقانع بحياته ومعيشته، لكن زوجته كانت متطلعة، بحكم كونها جميلة، وكانت ترى أنها تستحق معيشة وحياة أفضل.

كانت تنظر لصديقاتها وتعقد المقارنات، وتتمنى أن تعيش مثلهم، في الملبس والمأكل، وفي الوضع الاجتماعي، بما لا يتناسب وطبيعة عمل زوجها البسيط!

حتى تم دعوتهم لحضور حفل صاحبه أحد النبلاء، ويحضره كبار وأثرياء المجتمع، وعليه وبعد أن تهيأت بفستان جديد، أرادات أن تزين نفسها بعقد ألماس، كي يناسب مظهرها في هذا الحفل!

وقامت باستعارته من صديقتها، ووعدتها برده لها عقب إنتهاء الحفل، وهو ما لم يحدث! فقد فوجئت هي وزوجها بضياع العقد، وسعوا بكل الطرق للبحث عنه، إلا أنهم لم يجدوه مطلقًا!

وعليه فقد تغيرت معيشتهم وحياتهم بشكل كامل، إلى النقيض، فزوجها عمل ليل ونهار، واستدان لكل الناس، وباع أثاث منزلهم، وعاشوا في بيت صغير متواضع!

حتى زوجته المتطلعة أخذت تعمل هي الأخرى كي تساعد زوجها في جمع الأموال كي يشتروا لصديقتها عقد مشابه له، كل هذا وصديقتها هذه لا تعلم من الأساس أنها أضاعت العقد!

أضحت هذه الزوجة المتطلعة الناقمة على حياتها في حال غير الحال، وصار كل أملها هو تجنب الفضيحة أمام صديقاتها، وأصبح كل همهم -هي وزوجها- أن يردوا العقد، وينتهوا من سداد ديونهم، ويعيشا أحرار خالصين يتنشقوا هواء الخلاص، حتى ولو عاشوا فقراء بسطاء، لكن لا ضغوط عليهم ولا ديون ولا كرب!

ومرت السنين، وتغير حال هذه الزوجة وهيئتها تمامًا، وقابلت صديقتها بالصدفة، والتي لم تعرفها في باديء الأمر، وحدثتها وقصت عليها الحقيقة كاملة، والسبب الذي أوصلها لهذه المعيشة، لتتفاجأ من صديقتها أن هذا العقد ليس ألماس كما كانت تعتقد، ولكنه مجرد عقد تقليد (فالصو) .. ولا يساوي شيئًا!!

قصة بديعة، ومعاني جميلة، بالتأكيد أدركها كثير من حضراتكم، وكل من قرأ العمل، والذي لا يختلف كثيرًا عن السهرة التليفزيوينة.

الممثلين في السهرة قدموا جرعة تمثيلية جيدة، وأوصلوا المعنى المطلوب بكل بساطة، وعلى رأسهم الفنانة  ليلى علوي، والتي أجادت بشكل كبير، رغم حداثتها الفنية وقتها. 

الموسيقى المستخدمة في العمل غربية، لكنها مناسبة كثيرًا لأجواء القصة

الكادرات والتصوير أغلبه داخلي، شأن معظم السهرات التليفزيونية، لكن وكما أحب أن أقول دائمًا، قوة القصة والتمثيل والحوار يجعلوا المشاهد مستمتع بما يراه

السهرة مدتها قصيرة .. حوالي ساعة ونصف .. لكنها بديعة جدًا .. تستحق المشاهدة

شوفوها يا جماعة واستمتعوا .. وكفاية لحد كده

#دراما_مصرية_خالدة 

المغزى:

المظاهر قد تكون خادعة، وطموحات لا يُضبط إيقاعها قد تدمّر سنوات من الحياة.




تعليقات